على كتفي سنين شائخة

لو كان النسيان عذرا كافيا لاتخذته حجة لترك الكتابة الليلة بعبارتي المفضلة أيام الدراسة “أستاذ نسيت الواجب”.
شعور الليلة ثقيل على القلب، وبالكاد أجد القدرة في نفسي على كتابة حرف واحد دون كشفه هشاشة النفس، التعب حتمية الإنسان في هذا الوجود، عزائي أنه قدر الرغبات الكبار التي ندفع بأنفسنا إليها.
ما يؤذي في تعب الحياة العجز عن إيصال شعور الإعياء إلى من يحيط بنا، أو الإفراط في التعبير عنه ثم ننسى في غمرة القرب إليهم أن شعورهم بشكوانا مختلف عما نريده ، فنصبح من حيث لم نشعر ثقلاء ظل عليهم. وحين نخطو خطوة إلى الوراء ننظر إلى الصورة الأوضح فنعود على أنفسنا بالاستهجان!
التعب يجعلني أعيد تساؤلي القديم:

ماذا سأصنع هاهنا؟
والأرضُ مجدبةٌ كئيبة
لا شيئَ يعجبني بها
وعيون كل الناس تنكرني
وأقدامي يسلسلها لألم
وأنا اْخضُ تجاربي
عَلِّي أحولُها لبن
وأبيع زبدتها
إلى من لا يُقَدِرُهَا
ويبخسني الثمن
ويساوم الرجل الغريب
يطمعه
ويطعمه السراب
وينتشل الزمن
وأتِيهُ أجمع ُادمعي
في نصفِ فنجان
وانثره مع ذرو الرياح
موادعا حزني
وأتلو باكيا
تعويذة الشوق الدفين
و انحني
قلقا على صدري
من البعد الرهيب
وها أنا أمضي على كتفي سنين شائخة
متوكئا
عكازتي وجع الزمان
ومزادتي حبلى
بها حلم قديم وأمنيات باذخة

رأي واحد حول “على كتفي سنين شائخة

أضف تعليق