ما لا يُجاب

راجعني في العمل شخصٌ لإنهاء إجراءات تقنية، واستكمال قوائم مالية لمؤسسة شقيقه المتوفى. ولأن الاجراءات تتطلب ساعة عمل الاجراءات؛ فقد عرضت عليه أن أعد قهوة مقطرة وقطعة براونيز ، بدلًا عن خروجه في حر أغسطس؛ فقبل عرض الضيافة المغري وعلى طرائق العرب قمت أحضر القهوة وأنا أحادثه أحاديثٍ عامة وانتهى بنا الحديث المتهادي المترسل إلى وفاة شقيقه فوضع نظارته على الطاولة بجوار كوب قهوته وقال:
كنت في البيت عصرًا وقد استيقظت من قيلولتي وأتصفح هاتفي حين وصل خبر الحادث الذي تعرض له برفقة صديقه، ذهبت إلى الطوارئ سريعًا ووجدته أدخل غرفة العمليات فانتظرت إلى العاشرةً ليلًا، وصعدت مرافقًا له إلى التنويم، وقد استقرت حاله وسارت عمليته بشكل ممتاز، ثم بمنتصف الليل فتح عينيه وبدأ محاولة التحدث، لكني منعته لصعوبة الكلام عليه، قلت له ستتحسن غدا ونستطيع الحديث كرر المحاولة، ولكني تجاهلت إصراره، استخدمت نفوذ الأخ الكبير الذي يعرف الأصلح. سكت ونظر إلي لثوان ثم حول نظره إلى الهواء بعينين نصف مغمضة وبعد دقائق نام. لا أعرف متى غفوت وكم بقيت ولكني استيقظت على حركة الممرضة تحاول ايقاظه دون استجابة، نتيجة الغيبوبة نُقل إلى العناية المركزة ومات بعد 3 أيام.

سألته عن سبب الوفاة فأخبرني أن التقرير كُتب فيه “هبوط بالدورة الدموية” ترحمت على أخيه ودعوت له وسكتنا برهة وتظاهرت بترتيب أوراق والنظر في هاتفي، وشدني حين التفت إلي، وقد روى القصة كلها ووجهه إلى غير ناحيتي. لما التقت أعيننا سألني بوجه الباحث عن جواب عصي: تتوقع وش كان بيقول لي ذاك اليوم؟ في محاولة لطمأنته أخبرته أنه في الاغلب لم يكن بكامل وعيه ولم يرد قول شي محدد، وربما يتوجع فقط، فهز رأسه وسكت ولم نتبادل أي كلام حتى انتهيت من أوراقه وذهب بوجه من يشعر بالذنب، ملامح رجل قتل شقيقه بالخطأ.

على قناة التلقرام مجموعة من الشذرات اليومية والمشورات القصيرة في هذا الرابط  أو بالبحث عن blogswarraq
* هذه التدوينة منشورة بشكل آلي على تويتر من خلال منصة وورد بريس.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s