دليل إدانة

بعد صلاة الجمعة رأيت أصغر شقيقاتي تتصفح كتابي الموضوع على طاولة الصالة، ليست من عادتها، لكن فضولا تملكها عقب تدوينة البارحة؛ متيقنة أن اختراعي لأخت اسمها سارة وأخ اسمه بدر وحيلة النظارة لوالدتي التي لا ترتدي نظارات لن يخدعها، ومتيقنة أني أخفي حقيقة واحدة في نص مليئ بحكايا مختلقة، وتظن أن هذه الحقيقة هي وقوعي في الحب. أو هي تود ذلك!.
لم تجد في كتاب “بين العالم وبيني” للكاتب تانيهيسي كوتس ما يرضي فضولها؛ رسالة والد أمريكي يسكن نيويورك من أصول إفريقية يروي لابنه سيرته وتأملاته في العنصرية والحالة العرقية، خاب أملها وهي تضع الكتاب. تمنت أن شقيقها الأكبر يقع أخيرًا على وجهه..
ألقيت نص البارحة على كتف والدتي التي لا تعلم عن كتاباتي شيئًا لكن البلاء جاء إلي من حيث لم أتوقع، واضطررت طِوال الوقت أن أرتدي وجها رصينا كلما نظرت إلى هاتفي واتجهم فوق المعتاد خشية أن تفر من وجهي ابتسامة فرح إذا نظرت إليه؛ فتتخذني مادة للغيبة عند صديقاتها.
عند المساء وفي وسط حديثي قلت “تصبح التضحية بالرغبات أكبر لذة من الحصول عليها إذا أنفقها الإنسان لمن يحب” ولم تفت علي ابتسامة على طرف فم أختي المشاغبة.
قبل ما يزيد عن السنتين أعرت أختي كتاب (حليب أسود) إثر حالة كآبة عارضة بعد الولادة، وحين علمتُ أن أليف شافاق تعبر عنكِ في أحد فصوله طلبتُ من أختي أن تعيده إلي حين تزورنا يوم الجمعة، يذكر أصحاب الكتب أنهم يهربون كتبهم خوفا من أهلهم ولم يسبق لي تجربة الشعور، لكني جربت للمرة الأولى أن استعيد كتابا بطريقة مريبة وكأني أستعيد دليل إدانة ضدي.
إدانة بالحب

أضف تعليق